في وقتٍ كانت فيه الإنترنت لا تزال فكرة ناشئة، والهواتف الذكية ضربًا من الخيال، كانت هناك رؤية مستقبلية سبقت عصرها، حملها شاب من كفر قاسم اسمه براء ناصر شاهين صرصور (أبو مولان) – صاحب مبادرة “مولان تِك” المتخصصة في الحلول التكنولوجية واستشارات أمن المعلومات، وأول من أسس موقعًا إلكترونيًا لمدينة كفر قاسم في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
براء، خريج جامعة بيرزيت في تخصص علم الحاسوب وإدارة الأعمال، شعر حينها بحاجة مدينته إلى نافذة رقمية تُعبر عن تاريخها، أخبارها اليومية، وأهلها الطيبين. فكانت ولادة موقع “كفر قاسم دوت كوم” – الذي لم يكن مجرد موقع إخباري، بل مجتمعًا رقميًا تفاعليًا جمع أبناء المدينة، وأتاح لهم فرصة التعارف، الحوار، وتبادل الآراء عبر المنتديات.
تبدأ هذه القصة قبل أكثر من ثلاثة عقود، قبل فيسبوك وإنستغرام وواتساب، في وقت كانت فيه المواقع تُبنى يدويًا، والاتصال بالإنترنت يتم عبر الحواسيب المنزلية والهواتف الأرضية. ورغم التحديات التقنية، حقق الموقع نجاحًا واسعًا، وأصبح منصة يومية لآلاف القُسماويين.
لكن طموح براء لم يتوقف عند هذا الحد. فقد غادر إلى الولايات المتحدة، وتحديدًا إلى وادي السيليكون – سان فرانسيسكو، حيث عمل في كبرى شركات أمن المعلومات السيبراني لمدة عامين ونصف. ومؤخرًا، حصل على شهادة متقدمة من معهد التخنيون في هذا المجال الحيوي.
وبعد انتقاله إلى أمريكا، باع الموقع لرجل الأعمال السيد كفاح يوسف خمران عيسى (أبو مصطفى)، الذي تولى إدارته باحترافية، وغيّر اسمه إلى “القرية نت”، الذي شكّل فيما بعد نقطة انطلاق لعدد من الإعلاميين الشباب – ومنهم الصحفي مصطفى عبد الله صرصور، الذي كانت بدايته في العمل الصحفي من خلال الموقع بعد أن اكتشفه وآمن بموهبته السيد كفاح عيسى أبو مصطفى .
اليوم، وبعد أكثر من عشرين عامًا من الخبرة في مجالات بناء المواقع، تطبيقات الجوال، التسويق الرقمي، وأمن المعلومات، يقدّم “أبو مولان” عبر مبادرته “مولان تك” خدمات تقنية موثوقة، بأسعار مناسبة، وبأداء احترافي.
وإلى جانب عمله التقني، يشارك براء “أبو مولان” في مؤتمرات دولية خارج البلاد، من بينها دبي والمغرب، بهدف التعاون وتبادل الخبرات مع شركات عالمية رائدة في مجالات التكنولوجيا وأمن المعلومات. هذه المشاركات تعكس رؤيته المنفتحة على العالم وسعيه المستمر لتطوير خدماته ومبادراته بما يتماشى مع أحدث التطورات العالمية.
براء أبو مولان ليس مجرد رائد أعمال، بل قصة نجاح قُسماوية ملهمة، وواحد من أوائل من آمنوا بقوة التكنولوجيا في خدمة المجتمع.
قصة براء “أبو مولان” تذكيرٌ جميل بأن الطموح لا تحده حدود، وأن الإيمان بالفكرة هو أول خطوة نحو التغيير. من مدينة صغيرة إلى وادي السيليكون، ومن موقع بسيط إلى مبادرة تقنية متكاملة، أثبت أن المبادرة والابتكار هما أساس النجاح في هذا العصر.
إلى كل شاب وشابة في كفر قاسم وخارجها:
احلموا… تعلموا… جربوا… وابدعوا.
فالعالم ينتظر بصمتكم.
